من ينقذني؟

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (3 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading ... Loading ...

555 views


انتهى أسبوع التصوير، انتهى الحلم وانتهت القصة، وعدت الى الواقع المر. عدت كارلا المهمشة.  نعم، تذكري يا نفسي انك ضعيفة، لست تلك الملكة التي جلست على عرش الجنة ذلك الاسبوع، فليس من حقي أن أعيش ذلك الاسبوع الا مرة واحدة، وقد مر الأسبوع ولن يعود ثانية. اعتقدت أنني ملكة، لكني عدت الى الجحيم مرة أخرى. اكتشفت للمرة الثانية أنني في عداد الموتى المهمشين، وأدركت أني لست سوى امرأة ترانس تحاول ان تخط بيديها الضعيفتين مستقبلا لها، وأن ترسم خطوطا لشخصيتها الأنثوية. لكني لم أجد الحنان والأمان  في أي مكان بعد، لا في مقهى ولا في أي جمعية أو شلة أو جامعة أو مدرسة أو مستشفى أو منزل أو شارع. لا أجد نفسي سوى في غرفة نومي التي أرقص فيها بحرية وأطلق العنان فيها لأنوثتي الصارخة . أما فارس الأحلام ذلك، الشاب الذي سحرني واختطف قلبي وسيطر علي، فقد اختفى من حياتي بطريقة مؤلمة. لقد دفعت ثمن صراحتي الواضحة المنفرة المفرطة، عندما بحت له باعجابي وحبي، فنفر من تصرفاتي حتى انفجر كالبركان في وجهي، وأسمعني كلاما جارحا جدا. قال لي أني ضعيفة ورخيصة، ثم اعتذر مني، وأصبح جديا جدا في تعامله معي . حاولت بعدها الاتصال به، لكن سرعان ما أفهمني أنه لا يريد حتى ان يكون صديقا لي، رافضا أن يكون له أي مكانة في حياتي. هذا الشاب، أخرجني من ذاكرته تماما، ربما لأنني سببت له صراعا نفسيا في داخله. هذا ما حدث، انها مأساتي، أنا التي لن أجد صدرا حنونا يحميني من الذئاب البشرية التي تنهش روحي وجسدي. يمكنني أن أعود لعلاقتي السابقة مع ذلك الشاب الطائش، لكني بحاجة لرجل ناضج يكون طبيبي الذي يساعدني على الخروج من الرحم، ويحميني ويخاف علي ويضمني الى صدره الرحب لأخرج من سجن الجسد، ومن الألم، ومن هذه القوقعة التي أعيش في داخلها. أنا كالغريقة التي تتمسك بقشة، وقد كان ذلك الاسبوع وذلك الشاب، تلك القشة التي أضعتها، لكنها لن تسقط من ذاكرتي، على الرغم من أن وجودها يدمرني ويسعدني في الوقت عينه .

كل يوم وكل لحظة أسأل: من المنقذ الذي سيخرجني من قوقعتي التي تخنقني؟

الى ذلك المنقذ الموجود في أي رقعة في هذا الكون، أو غير الموجود أبدا، أهدي هذا المقال.

- بقلم “كارلا”

Guest Contributor

Leave a Reply