“انت شرموطة ومنحرفة”

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (12 votes, average: 3.58 out of 5)
Loading ... Loading ...

2,903 views

نفس تحارب نفسها. نسوية-ذكورية تعشق وتكره هذه الأزدواجية التي تكاد أن تحث النفس بالإنقلاب على نفسها.

كيف لأم تكاد أن تكون ذكورية عن غير وعي أن تزرع الأفكار النسوية (أيضا عن غير وعي) في ذاكرة طفلة آملة ومسلّمة بأن الطفلة هذه التي ربَتها طوال ٢١ عاما، ستكبر لتكون نسوية-ذكورية وتصبح نفسا تحارب نفسها؟ كيف لأم أن تربي الإمتثال داخل شخصية فردية مستقلة؟

والإمتثال لمن؟ الإمتثال لمجتمع لا يعترف بالحريات الشخصية، يدفع الفرد فيه ثمن ذرة من الحرية بحياته وحياة أقرب الأشخاص إليه. كيف يقبل أي فرد بهذا النوع من الإمتثال؟

بتوعى بليلة ما فيها ضوّ قمر لتلاقي إنو دورها خلص من زمان، وإنو السلطة يللي كانت مفكرة عندها إياها مش موجودة. صارت تعرف إنو الوهم يللي كانت عايشة في هو فعلاً وهم، وبتتمنى لو بترجع لهيدا الوهم.

“انت شرموطة ومنحرفة”

بيدوي هيدا الصوت براسي لأيام لدرجة إنو ما بعود إسمع غيره، ليرجع ينكسر لوقع كلمات أقسى، “اذا انت هيك، بطني يللي ربيتي في بنكرو”.

طيب وإنكري، شو بعمل أنا إذا هي بدها تنكر حالها؟ شو متوقعة مني إترجاها ما تنكرو. شو خصني أنا بينها وبين بطنها، كمان هي بدها تحملني مسؤوليتها.

يعني فشر مئة مرة إنو اسمحلها تحكي معي هيك أو تعاملني بهالطريقة المنحطة هي. وشو يعني اذا كانت معصبة أو مزعوجة، شو يعني اذا كانت مقهورة؟ ما في حدا غيرها انقهر بحياته؟ مفكرة انو مسموح لها تقول عني شرموطة؟ (مع تحياتنا لعاملات الجنس) أو مسموح لها ساعة يللي بدها تحكي معي ووقت ما بدٌها صير حيط من حيطان البيت؟ ما انا كمان عندي مشاعر، وانا كمان بنقهر لمٌا شوف إنو أمي بتفضلني جثة هامدة على اني كون مبسوطة ومرتاحة مع حالي… انا لأن ما إلي حق كون مزعوجة وما إحكي مع حدا، أو قرر اقعد وأكتب خواطري وأحاسيسي، أو حتى اقعد مع حالي بس لأختلي بأفكاري، بس هي مش مشكلة انها تتعامل معي كأني مش موجودة. بالنهاية انا شرموطة ومنحرفة!

الشرموطة ما عندها حقوق، ما هي شرموطة. والشرموطة ما عندها خيار مع مين تنام، ما هي شرموطة. والشرموطة معليش اذا على الرايح والجاي نزلنا فيها إهانات، ما هي شرموطة منحطة فاسقة، خارجة عن المجتمع، تشكر ربٌا إنو بعد ما شحطناها من البيت و زتيناها بالشارع. ما الشرموطة محلها بالشارع، بس ليكو نحنا شو مناح، مقعدينها ببيتنا وبين ولادنا… بس بتعرفو، بتضل شرموطة ما بيتأمنلها. بعدين شرموطة وقبلنا فيها، بس هي كمان وحدة منحرفة بتحب البنات! بركي نزعتلنا ولادنا وعملتن مثلها منحرفين. شو بيقولو العالم عنٌا؟

المهم السترة. ما حدا بيسأل شو بيصير ورا البواب المسكرٌة، بس الله يعينو يللي بفرجي غسيله للناس. ما بيعود في لسان يرحم ولا غطى يستر.

بتقعد الأم المقهورة ومش عارفة كيف رح تقدر تفرجي وجهها بين الناس بغرفة خالية من ساكنيها يللي صرلن سنين مش داعسينها… وبترجع فيها ذاكرتها إلى يوم العرس. يوم يللي خبرٌت الدني انها بتحبو، يوم يللي لأول مرٌة شاركته تخته، يوم يللي قالتله إنه ببطنا طفل، يوم يللي ولدت “سلمى” وحملتها لأول مرٌة، أول يوم مدرسة شو عملت “سلمى” – كيف ترجتها لأمها ما تتركها بس بعدين سلٌمت إنو رح ترجع بعد شوي تأخذها… بتردها الغرفة الفاضية للواقع، وبترمي جسدها على السرير الخالي لتنام.

هل نحن على ما نحن عليه بسبب أهلنا أو على الرغم منهم… هل تربيتهم هي التي حببتني بالثورة أم إنها أجبرتني عليها؟

طيب ما هيدي تربايتكم! ولا إنو بس تربايتكم إذا طلعنا على ذوقكم؟ ما هو كل ولد أو بنت بتعمل ثورة على أهلها، شو بعمل إذا ثورتي تخطت  قدرتكم على الاستيعاب؟ شو إنو بوقّف الثورة حتى ترضوا؟

بقلم سلمى

Salma
تائهة بين حيطان الجامعة، شارع الحمرا، وكتب في غرفة نوم داخل منزل تننظر اليوم التي ستحيا خارجه. صديقها المفضل ال "لاب توب" بحيث اصبحت لا تعرف التعامل مع الناس إلا من خلال شاشته. تؤمن بالثورة وقدرة الثورة، وحاليا تمر بسلسلة من ثوراتها الخاصة. بحاجة ماسة لمنزل في الطابق ال١٨ لتعيش اغنيتها المفضلة ولو للحظات.

Leave a Reply