الصبي يللي ما اجا

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (3 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading ... Loading ...

730 views

أول ذكرى غريبة بتخطر ع راسي من طفولتي هي انو كنت اعشق البابا كتير لدرجة كان بدي كون هو. كنت إلبس صباطو ونظاراتو وحاول قلّد مشيتو. وهو كان دايما ياخدني معو وين ما يروح ويضل يقللي “انتي قوية، انتي قبضاي!” وهيدا الشي ساعد شخصيتي تكون قوية عنجد، بس بنفس الوقت لمن فكر بالموضوع من وجهة نظر نفسية، بسأل حالي، هي كان هيدا الشي نوع من التعويض لالو لأن كان بدو يكون عندو صبي وما اجاه صبي؟ هل كانت طريقة تعامله معي سبب باني صرت شوف العالم من منظار شاب مش بنت؟ أو أنا من الأول ما بحس حالي بنت؟

درست بمدرسة بنات، بس ولا مرة حسيت حالي بنت متل باقي البنات، كنت دايما مختلفة، شعري قصير، ثيابي من قسم الصبيان، تصرفاتي ومشيتي غير. على عمر ال 10 سنين، كان عندنا مسرحية بالمدرسة، وكان فيه دور للشباب ودور للبنات، وأنا فكرت تلقائيا انو أكيد أنا رح آخد دور الشاب، بس بعدين قالولي “انتي بنت!” فاضطريت اشتري تنورة وسكربينة عليها عصفور! بوقتها، حسيت بصدمة انو “آه، أنا بنت!”، بس كان أسعد نهار بحياة أمي لأن شافتني لابسة تنورة، وكان صرلي زمان كتير برفض هالشي.

بتذكر مرة على العيد رحنا أنا وأمي وأختي وولاد عمي تا نجيب تياب، ومتل العادة أنا رحت على قسم الصبيان واشتريت تياب متل تياب ابن عمي بس غير لون، قميص وجاكيت وبنطالون، مع جزدان أمي اشترتلي اياه. بعدين رحنا على حرش العيد، وصرت اسمع الولاد كل ما امرق من حدهن يقولو “شي مرة شفت صبي حامل جزدان؟!” بوقتها احترت وتلبكت، ما عرفت شو بدي حسّ، وما عرفت اذا بردّ بقلهن أنا بنت، أو بسكت وبمشي.

بعدها بشوي، بلّش صدري يكبر شوي شوي ويبيّن، وكنت أنا أرفض البس “سوتيان”. بس في مرة اجا خالي ومرتو لعندنا، وشافتني وقالت “ما بيصير هيك، كبرت البنت لازم تلبسوها سوتيان!”. بوقتها عملت انهيار عصبي نوعا ما لأن حسيت انو وصلت على نهاية الطريق، وبطّل فيني كون متل ما أنا بدي كون، صاروا عم يجبروني امشي بطريق تانية أنا ما بدي اياها.

بتذكر بعمر المراهقة، سمعت على الأخبار عن عمليات التحويل الجنسي، ففتت على الانترنت وفتشت وقرأت كتير عن الموضوع، واكتشفت انو العملية صعبة ومعقدة وبدها وقت ليتم التحول من أنثى لذكر، عرفت انو في كتير من المتحولين ما بيرتاحوا بالجسم الجديد ومنهن بيقدموا على الانتحار، فصرفت النظر عن الموضوع ومن وقتها ما بفكر فيه.

في أوقات بحس بانجذاب لرجل معين، بس عن جديد صرت افهم السبب: انجذابي سببه انو بدّي يكون عندي أنا هيدا الشي يللي هيدا الرجال عندو اياه!

أنا وبالجامعة كتير سمعت حكي وتلطيش “هيدي ليزبيان”، ولهلق بالشارع بسمع تلطيشات. مرة كنا أنا وحبيبتي بمطرح ومرقنا جنب مجموعة من الشباب صاروا يقولو “آه هيدي آخدة دور الرجال وهيديك دور المرا!” كتير عصّبت بوقتها من جهلهم وتخلفهم. ومرة كنت ماشية بشارع بيتي، فاجت بنت صغيرة عاملة شعرها على شكل جدولتين زغار وسألتني “انت صبي أو بنت؟” ما رديت وصرت سرّع مشيتي صوب البيت، ضلت تلحقني ومصرة على السؤال لآخر شي هربت منها ركض على بيتي!

في كتير أوقات بيضيعوا الناس اذا أنا بنت أو شاب، كتير بسمع “تفضل طلاع” و”لوين رايح؟”. أوقات بتضايق من جهل الناس اللي ما بيخطر براسهن ولو للحظة انو مش ضروري اذا أنا بنت يكون شعري طويل، واذا أنا صبي يكون شهري قصير. بس أوقات بتسلّى لمن شوفهن ضايعين قدّامي!

بحياتي، تعرضت لضغوط كتيرة من المجتمع وبعض أفراد العيلة حتى خالتي اللي أنا قريبة منها حاولت بفترة من الفترات “تشتغل عليي” تا غيّر شكلي، بس وقفتها عن حدّها. يمكن لأن أنا بطبعي عنيدة وما بعمل إلا يللي بريّحني، وولا مرة هالمضايقات وصلت لحد تخليني فكر غيّر حالي. بس في مرة واحدة حسيت برغبة نوعا ما انب طوّل شعري والبس تياب “بناتية” على عمر ال 25 تقريباً، بس يمكن هيدا الشي بيعتمد على الشريك/ة يللي بنكون معه/ا. بوقتها، كنت بعلاقة مع بنت كتير butch، وكنت أنا نوعا ما ال feminine. بعتقد “دوري” بهالعلاقة أثر على علاقتي بحالي وبجسمي، بس كانت فترة ومرقت وما رجعت فكرت غيّر ستايلي.

أمي خلص اقتنعت انو أنا ما بلبس إلا اللي بيريّحني، بس بحس من جواتها بعد عندها شوية أمل بمحاولة تغييري، متل لمن تجبلي شي بلوزة بناتية عليها “ستراس” وتقلي مع ابتسامة عريضة: “ليكي هيدي شو حلوة.” كانت من قبل تنقّ عليي تا اتجوز وجيب ولاد، وضغطت علي نوعا ما بفترة من الفترات لمن قربت على الثلاثين، بس عملت معها مشكل كتير كبير ووقفتها عند حدّها، فما رجعت فتحت الموضوع.

عن جديد، من شي شهر تقريبا، لاحظت انو البابا عم يسألني ليش ما بطوّل شعري وما بلبس كعب وبلبس قميص وبنطلون على أعراس العيلة بدل ما البس فستان. ولا مرة كان يحكي بالموضوع. ولاحظت كمان على عيد ميلادي السنة الماضية، انو كانت أول مرة بقلي “انشاالله بشوفك عروس”. بوقتها حسيت بخيبة أمل، انو “حتى انت!” ما توقعتها منو.

هلق في كتير اشيا براسي. ما بعرف اذا رح ضل هون أو سافر اشتغل برا بشي محل تكون حياتي الاجتماعية فيه أسهل. بس بالوقت نفسه، في شي جواتي بحسسني انو اذا عملت هالشي بكون انسانة منافقة، وبكون خنت حالي وكل شي بؤمن فيه، وبكون خنت كل مرة تعرضت فيها لتلطيشة ولكلام مؤذي. بحس انو بكون عم خون طموحي يللي هوي أعمل عيلة مع المرا يللي بحبها ببلدي.

- “مايا”، قابلتها “عشتار”

Ishtar

Leave a Reply