“يوم واحد، نضال واحد: “بخصوص جسمك؟

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (1 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading ... Loading ...

386 views

تحتفل “بخصوص” بهذا العدد بحملة “يوم واحد، نضال واحد” الدولية السنوية التي تركز على الحقوق والحريات الجنسية والجسدية، لتعرض على القراء والقارئات ما حصل يوم أمس احتفالا بالتاسع من نوفمبر/تشرين الأول. ونلفت عناية القراء/القارئات الكرام الى أننا احتجبنا يوم الاثنين عن الصدور بانتظار انتهاء أحداث ونشاطات “يوم واحد، نضال واحد” كي نتمكن من جمعها وعرضها عليكم/ن. نتمنى لكم/ن عددا ممتعا!

بمناسبة حملة “يوم واحد، نضال واحد” لهذا العام، اختارت المجموعة النسوية وجمعية “حلم” ومجموعة “ميم” اطلاق حملة مصورة هي عبارة عن مجموعة مقاطع فيديو قصيرة تبث عبر الانترنت على موقع www.jismi.net، وتركز على موضوع الاستقلالية الجسدية والحقوق الجنسية للأفراد.

وتصور مقاطع الفيديو المعروضة على الموقع المذكور، أشخاصا من مختلف الفئات العمرية، والتعابير الجندرية (رجال، نساء، وغيره)، والميول الجنسية، والانتماءات الدينية (أو المعدومة)، والاختصاصات المهنية، يتحدثون عن تجاربهم/ن المتنوعة التي اختبروها/اختبرنها في ما يتعلق بالقمع الجسدي والجنسي، بالإضافة الى الطرق التي سلكوها/سلكنها للتخلص من هذه القيود وتحقيق الاستقلالية الذاتية التامة بالنسبة لخياراتهم/ن الجسدية والجنسية.

وتهدف هذه الحملة الى ملء الفراغ الموجود في التعامل مع المسائل المتعلقة بالجسد والجنسانية، على اعتبار أنها من المسائل الخاصة والمحرمات التي لا تجب مناقشتها. وبالاضافة الى كونها جزءا أساسيا من حقوق الإنسان/ة، لا يمكن اعتبار هذه الحقوق أمورا خاصة فحسب، اذ أنها مسائل سياسية بشكل واضح، بما أنها تخضع للتشريعات والقوانين وأحكام المؤسسات والدولة، الى جانب الموروثات الاجتماعية والقيود الثقافية التي تؤثر في علاقة كل فرد مع جسده/ا وجنسانيته/ا، وتعيد تشكيلها بواسطة معايير قمعية تجرد الفرد من استقلاليته/ا الذاتية.

وتجدر الإشارة الى أن المجموعة النسوية نظمت العام الماضي في مثل هذا اليوم ندوة عن الجنسانية في الجامعة الأميركية في بيروت، تحدث فيها عدد من الناشطات/ين في مجال حقوق الإنسان/ة.

لإضافة صوتكم/ن إلى الموقع من خلال الفيديو أو الصور أو المقالات، الرجاء زيارة هذه الوصلة.

نشاطات حول العالم

هذا العام، شاركت في هذه الحملة 12 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، من خلال مجموعة نشاطات وتحركات هامة جدا، تنظمها حوالي 50 منظمة حقوق انسان/ة، وجامعات وبلديات دعت جميعها في وقت واحد الى رفع الوعي العام حول مسائل مثل: الحق بالحصول على المعلومات، الثقافة الجنسية، الصحة الجنسية، الاستقلالية الجسدية والحقوق الجنسية للأفراد، حقوق المثليين/ات ومزدوجي/ات الجنس ومتحولي/ات الجنس وأحرار/حرات الجنس، التنوع الجنسي في الإسلام، الجنسانية والشريعة، بالإضافة الى النضال من أجل وقف الانتهاكات للحقوق الجنسية بدءا بتعدد الزوجات ووصولا الى قتل النساء، والمثليين/ات والمتحولين/ات.

وتجمع المئات لحضور الندوات وورش العمل وعروض الأفلام ومقاطع الفيديو، والعروض المسرحية، ومعارض الصور والاستماع للبيانات الصحافية في كل من: بنغلادش، مصر، غانا، اندونيسيا، ايران، لبنان، ماليزيا، باكستان، فلسطين، السودان، تونس وتركيا. وسوف يؤكد هؤلاء جميعا على أن الحقوق الجنسية والانجابية هي حقوق إنسانية عالمية ترتكز على الحرية بالفطرة، والكرامة والمساواة لجميع الكائنات البشرية.

لماذا اطلاق حملة يوم واحد، نضال واحد؟

لا تزال الحقوق الانسانية بما فيها الحقوق والحريات الجنسية والجسدية، تخضع لهجوم شرس في المجتمعات المسلمة. وقد ساهم صعود الحركات المحافظة التي تتغذى بالتسلح، وانتشار عدم المساواة، وتسييس الدين ورهاب الإسلام (ألاسلاموفوبيا)، في تقوية الايديولوجيات الذكورية والدينية المتطرفة التي تستخدم الجنسانية كأداة قمعية. وقد تجلى هذا في صور متعددة خلال العام الماضي، من الغاء التصريح بعقد مؤتمر آسيا للمنظمة العالمية للمثليات والمثليين ومزوجي الجنس ومتحولي/أت الجندر ومتداخلي الجنس (ILGA) في اندونيسيا، الى المضايقات التي تعرض لها المشاركون/ات على يد مجموعات إسلامية متطرفة، الى الضغوط السياسية على مجموعات النساء التي تروج لحقوق المرأة في الإسلام في ماليزيا، الى الحكم على نساء مثل “سكينة أشتياني” بالاعدام رجماً في ايران، ووصولا الى قتل مئات النساء والمتحولين/ات في تركيا باسم صون الشرف وحفظ الأخلاق.

وبالرغم من الفروقات بين المجتمعات المسلمة لناحية التقدم أو التراجع الذي قوبلت به حركة الحقوق الجنسية والجسدية على المستويات الوطنية في الاطار الاجتماعي والسياسي الذي تلا أحداث 11 أيلول، فقد تم استخدام الدين كأداة فعالة جدا من أجل تحقيق السيطرة والقمع الجنسي، بهدف شرعنة انتهاك حقوق الإنسان/ة في مجال الجنسانية. ولعل هذا خير دليل على أن الجنسانية ليست مسألة خاصة وشخصية، إنما هي نقطة التقاء لمجموعة نضالات سياسية واجتماعية واقتصادية من أجل تحقيق المساواة، وحقوق الإنسان/ة على المستويات الوطنية والعالمية.

“يوم واحد، نضال واحد” هي حملة انبلجت عن “التحالف من أجل الحقوق الجنسية والجسدية في المجتمعات المسلمة” (CSBR) كرد على هذا الوضع القائم، وتم اطلاقها في التاسع من نوفمبر من العام 2009. وقد نظمت أكثر من 20 منظمة غير حكومية بنجاح، تحركات في 11 بلد من أجل الترويج والمطالبة بالحقوق الجسدية والجنسية في إطار الحملة الدولية الأولى التي نظمتها CSBR. وقد نجحت تلك الحملة وقتذاك في جذب الانتباه العالمي، وحققت أصداء ايجابية جدا في وسائل الاعلام والمنظمات الوطنية والعالمية التي اعتبرتها حدثا تاريخيا وهاما. هذا النجاح العالمي الكبير لحملة العام 2009، معطوفا على الانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان/ة، حثّت CSBR على الاستمرار بهذه المبادرة وتنظيم حملة “يوم واحد، نضال واحد” في نسخة ثانية في التاسع من نوفمبر 2010.


team

Leave a Reply