تعي خبّرك قصة عن بنات بيروت بالتسعينيات

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (4 votes, average: 5.00 out of 5)
Loading...Loading...

2,023 views

رح خبّرك شوي عن التسعينيات، لمّا كنا نبوس بعض بالمونو، ع خشبة البار، والكل شايفينا، وساعات تكون النتيجة شوتس عزيمة، لأنو نحن سكرنا، ويبدو إنو كان منظرنا حلو، ومعبّر، نحن وعم نبوس بعض. وفي ساعات تانية، كانت النتيجة شحطة محترمة من البار، إنو أورفوار إيه ميرسي، الفاتورة فجأة وبليز بدنا ياكن تفلوا، يمكن شي حدا انزعج، أو شي إحساس انخدش.

وكنا نضهر، نحن وعم نضحك، كأنو صار عنا إكسبيريانس خرج “سي في”، وبرّا، منرجع نبوس بعض. إنو هيهات منا الذلّة!

والبنت ذاتها، اللي عم تبوس بنت، هني الاتنين، بيبوسوا شباب بالبارات اللي حد بعضها بالمونو. ضمن هيدي الفصيلة، كانت خبرتي وقتها. بنات عليهن صيت. أكيد، في صيت. كنا ما منعرف فيه، وكنا مفكرين كل الناس متلنا، صحيح، بس لما إرجع فكّر، أكيد كان في صيت. بس مش صيت شذوذ ع الحِلّ، ولا صيت عهر ع الحِلّ، في صيت غامض المعالم.. أو يمكن أنا بفكر فيه هيك هلق، وبفلسفه متل فلسفة العواطف اللي كنا عايشينها وقتها. بس هو ع الأرجح كان صيت “بنات سهلين”، لا أكتر ولا أفلسف.

هي هيدي العواطف ما كانت كتير معقّدة، حياتي. كانت.. كيف بدي قلك؟ يعني هول البنات ما كانوا عارفين شو بدّهن، أو ما عارفين إنو اللي بدهن ياه موجود. ما كنا نعرف. وما كانت المعرفة سهلة وقتها. وإذا عرفنا، ما كان سهل ع الواحدة منا تقبل ع حالها الإيتيكيت. إنو، بالأخير، البنت اللي بتحب البنات لازم ينتبهوا منها البنات! ممكن تصير أخت رجال كمان، بس الأهم، إنو بيصير لازم ينتبهوا منها البنات.. يعني كأنها جاية تدسدسن بلا ما يعرفوا، وتستغلن بلا ما ينتبهوا. ما بعرف.. هيك في شي خفي وغير محكي، بيوحي إنو دنيء، أو معفّن بالسرّ، مع رشّة عقد نفسية ع الوش، والكرزة، طبعاً، هي الإحساس بأنو تفاصيل جسمك ونفسيتك، ح يصيروا على “الجزيرة مباشر”. (ما كان في “جزيرة” وقتها). وما تنسي، هيدول أشيا ما بتنحكى. هول خبيصة جوا. والتبويس بالعلن بيكون عم يتحداها لهيدي الأشيا، عم يطلّع لبرّا العاطفة والفعل تما يعفّنوا جوا، أو يصيروا سرّ، أو مؤامرة.

بس، بما إنو الدراما مش مقبولة بعد الحرب الأهلية، والناس اللي من عمري كانوا بيشبهوا اللي فاتحين بواب بيوتهم ويللااااا لبرّا، بهلع، بانقطاع نفس، ع الرمق الأخير، ع أول بار فتحوه ببيروت، ثم التاني، فالشارع، فصرخة طرزان، وغطسة إلها أول ما إلها آخر بالألكول.

هلق، إنتو الألكول بيبيّن عليكن أروق. أو يمكن عليكي بس.

نحنا، كنا نكرع بالكُندرة، متل ما بيقولوا الأرادنة.

كأننا كنا عم نمحي الحرب بسرعة، كأنها منها مبارح، وكأنو من مبارح وأول مبارح وطول عمرنا هيك! بس ما كان كتير محكي هالموضوع بيناتنا، أو ع القليلة بجوّي. كنا نحكي عن الحرب وكيف خلصت بالإجتماعات اليسارية السياسية، بس مش بالحياة اليومية، والليلية. لأ، أبداً. بالليل، كنا نشرب. وشكلنا عم يقول: هاي هي الحياة، ونحن اللي منعرف نغطس فيها للأخر.

هلق، لما بفكّر شوي بهيديك الأيام اللي ضعف فيهن سمعي نتيجة التصاقي ببافلات الأسيد والبي زيرو ديزويت والأورانج ميكانيك و…، بحسّ بالهلع اللي كنا عايشينو وقتها. بحسّ بالركضة ع البار، متل الركضة ع الملجأ. أنا وعيلتي ما كنا كتير نركض ع الملاجئ، لأنها دايماً عجقة، وكئيبة، وما في شي فيها مأمّن، لأنو بتكوني يا دوب هربانة بالأساسيات، وعتمة، وشمع، وناس فوق بعضها، وأصوات عالية، ووجوه مكربة، وولاد عم يزعقوا هني وعم يلعبوا شدّة، وكبار عم يزعقوا بالولاد اللي عم يفكروا يلعبوا بـ”الغلة”، بالوقت اللي ما في محل حدا يمشي، والعيل فوق بعضها، وأنا بنام بحضن ستّي المسنودة ع خالتي، اللي… والرجال واقفين ع الباب، بيطلوا كل ما انفجر قازان زتتو طيارة إسرائيلية ع بيروت، أو كل ما فقعت آر بي جي طلعت من كتف واحد، لتفوت ببيت واحد تاني، أو كل ما هزّت الدني فينا وحوالينا وتعطّل السمع والنظر ونمّل الجسم لثواني، لأنو الجيش اللبناني زتّ قذيفة تيحرر لبنان من الاحتلال السوري، ونحن، نحن ما كنا “الجيش السوري”، بس قذايف الجيشين عم تصيبنا! وبظن إنو الكل عرفوا إنو الأهالي سمّوا المدافع بأسامي ناس، مدفع أبو أحمد حدّ النادي الرياضي للجيش السوري، ومدفع..

شو في؟ ما بصدّق بلّش إحكي عن الحرب، ببطّل أعرف إسكت! وهيدا دليل إضافي على إنها خلصت، ولا خوف من الفتنة بعد اليوم.. hehe..

المهم، كنت عم بوصف الملجأ تشبّهلك ياه بالسهرات اللي كنا نعيشها بليل بيروت، بالتسعينيات، دغري بعد ما خلصت الحرب.. “كام تو ثينك أباوت إت”، حتى شكلهن بيشبه بعض، السهرات والملاجئ! يعني كيف بدي قلك.. حبيبي..؟ نمتي؟!

ييييي!

طب معقول هالحلا؟

(ببوسها ع عينها، وع طرف شفافها، وع خدها الكبير، وع رقبتها الدافية.. بلاقي أصبع إجرها مبيّن من تحت اللحاف، ببوسه.. وبقوم، بفتح الكومبيوتر. ع بال ما يدور، بفكّر: لو كنت هلق بالتسعينيات، ما كنت دوّرت الكومبيوتر، كنت أخدت “شوت”، وبعتت ماسدج، ونطرت جواب فيه سهرة، بفيق منها تاني يوم راسي كتير عم يوجعني، وفي غلاف جوي عم يحيط بدينيّ. بنقّ كل النهار، وباكل دجانك فود، لأنو الدجانك فود شرعاً يجوز في أيام الهانغ أوفر، ولما بسمع حكي عن سهرة الليلة، بضحك وبقول لأ، أكيد، نو واي، مجانين إنتو؟! برجع ببلش بكاس، والتاني، شو بدي إرجع عند بيت أهلي ع التمانة، أحضر معهن الأخبار، وإضحك ع بيار صادق؟! وإذا بسنا بعض الليلة، بالبار، بتكون أكيد صدفة، أو لعبة زعرة نحنا منلعبها لما نسكر، لأنو نحن جيل بلا ربّ، جيل… هاهاها، تصبحي ع خير، بكرا بكمّلك – ببوسك بقلب شفافك، وما بتشبع عيوني منك أنا وضاهرة من الأوضة.. آ دومان!).

بقلم سمسم إز لافلي

Leave a Reply