“رندا ل”بخصوص”: “أنا امرأة ترانس ونسوية…وفخورة

1 Star2 Stars3 Stars4 Stars5 Stars (8 votes, average: 4.63 out of 5)
Loading...Loading...

4,072 views




“مذكرات رندا الترانس”** هو الكتاب الذي أرادته هذه المرأة صرخة في وجه حياة صعبة ومجتمع أراد تحطيمها. هذا الكتاب الذي كتبه الدكتور “حازم صاغية” ونشرته “دار الساقي”، يحوي على صفحاته ال 144، خلاصة حياة وتجربة ومرارة وسعادة عرفتها هذه المرأة الرقيقة الاحساس، والقوية العزيمة في الوقت ذاته. منذ حوالي السنة، وفي وضع مأساوي جدا، قررت هذه المرأة الوقوف والتحدي، رفضت الاستسلام، فتركت بلدها “الجزائر” لتبدأ صفحة جديدة مليئة بالنضال من أجل التغيير، في مكان آخر بين مجموعة من الأشخاص المحبين/ات الذين أحبوها كما أحبتهم، واحتضنوها كما احتضنتهم. هي “رندا” التي تلهمنا، والتي تمدنا بالقوة والأمل، والتي تجعلنا نؤمن بأن التغيير ممكن. هي التي اختارت الحياة، ورفضت الموت.




في ما يلي مقابلة أجرتها أسرة “بخصوص” معها:




كيف ولدت فكرة الكتاب؟



ولدت فكرة الكتاب من رغبتي بكتابة قصتي ووضع شهادتي الشخصية أمام الجميع لأرتاح من شياطين الماضي التي كانت تعيش في داخلي. أردت أن أقول للعالم كله أن الإنسان الترانس سواء كان رجلا أو امرأة، هو انسان عميق، لديه أزمات ومشاكل وهوية مثل كل انسان آخر، وليس مجرد لعبة جنسية هدفها المتعة الجسدية.




كيف تمت عملية كتابة الكتاب مع الدكتور “حازم صاغية”؟



كنت أعرف زوجة الدكتور “حازم”، وهي صديقة لي، وقد اقترحت علي كتابة قصتي وعرفتني على زوجها، الذي اقترح بدوره أن نكتب مذكراتي معا، فوافقت. كنت أتكلم وهو يكتب طيلة ثلاثة أشهر، ومن ثم يعرض علي ما كتب، فنقوم بالتعديلات المناسبة. لذلك، الكتاب الذي ستقرؤونه هو الأقرب الى حقيقة حياتي.




كيف تصفين هذه التجربة وعلاقتك بالدكتور “حازم”؟



كانت تجربة عاطفية جدا، مشحونة بالعواطف والدموع  أحيانا. كانت تجربة صعبة لكنها كانت ضرورية لأخرج كل ما في داخلي من آلام وجراح. كما أنها حررتني لأني لأول مرة في حياتي تحدثت بصراحة وشفافية تامة ولم أخف أي شيء مهما كان صعبا أو “عيبا”. أما الدكتور “حازم” فهو بمثابة أخ كبير لي، فهو يهتم بي ويرعاني ويسأل عن أحوالي دائما.




كيف تتوقعين أن يتلقى الجمهور هذا الكتاب؟



لا شك أنه سيتلقى نقدا واسعا وسيمنع في وطني “الجزائر” لأنه لا يتحدث عن امرأة ترانس فقط، بل عن امرأة ترانس مناضلة لها مواقف سياسية وفكرية ولها نظرتها الخاصة للدين والمجتمع. لكن المهم أن هذا الكتاب سيحدث شرخا في جدار الرفض والخوف الاجتماعي من الناس الترانس أو المتحولين، لأن القراء سيرون “رندا” الانسانة، وليس مجرد كائن جنسي، وبالتأكيد سيجدون نقاطا مشتركة معي وسيشعرون بنوع من القرب الي.




أين سيوزع الكتاب؟



سيوزع الكتاب في كل مكتبات لبنان، ثم في الدول المجاورة، لكن بالطبع أتوقع أن يكون هناك أزمة مع الرقابة في تلك الدول.




ماذا أردت القول في هذا الكتاب؟



أردت القول أني ولدت هكذا ولا يمكن لي أن أتغير. كما أردت القول أني امرأة، ولست أي فتاة، بل لي مواقف سياسية وفكرية ضد الذكورية والتطرف الديني والتخلف الاجتماعي الظالم، وأنا عضو فاعل في هذا المجتمع ولست خارجه. أعتقد أن هذا الكتاب سيجعل الترانس يثقون في أنفسهم أكثر، وآمل أن يشعروا بالفخر بهويتهم مثلما أشعر أنا.




من أين تستمدين هذه القوة بعد حياة حافلة بالصعاب؟



لا أسمي هذا قوة، بل دفاع طبيعي عن الحياة في وجه الخطر الوجودي الذي واجهته وأواجهه. مثلا، عندما تشب نار في مبنى ما، تقفزين عن الطابق الرابع في محاولة للنجاة بحياتك. انها مجازفة جنونية، لكنها ضرورية ورد فعل طبيعي في سبيل الحياة.




كيف تعرفين عن هويتك؟



أنا امرأة ترانس، نسوية وحرة الجنس (queer). وحتى عندما أنتهي من عملياتي، سأظل أعرف عن نفسي بأني ترانس، لأني فخورة بذلك، وأعتز بتضحياتي وقوتي وعذاباتي التي ستوصلني في النهاية الى ما أريد. لا يمكن أن أنسى تاريخي، وسأظل أصر على أني امرأة ترانس.




كيف ترتبط الهوية الجندرية بالميول الجنسية؟



كوني ترانس لا يعني أني فقط أحب الرجال، كما أن الرجل الترانس لا يعني حكما أنه يحب الفتيات. فالهوية الجندرية تختلف تماما عن الميول الجنسية، فقد أكون ترانس لكن ميولي مثلية، أي أني أحب النساء، وقد أكون مغايرة، أي أحب الرجال، وقد أكون ثنائية الجنس، أو حرة الجنس أي queer. أنا مثلا، مررت في عدة علاقات مع رجال، لكن كان لي علاقة مع فتاتين، وقد أحببت الأمر.




من هي “شذا” التي أهديت الكتاب لها؟



هي صديقتي المفضلة التي تقبلتني وأحبتني واحتضنتني عندما قدمت الى هنا، ولم تكن تعرف شيئا عن الترانس، ولم تكن قد قابلت ترانس في حياتها. وهي امرأة مغايرة الجنس بالمناسبة، لكنها امرأة ذكية وواعية ومحبة وانسانة، لذلك، تمكن من الخروج من “التابو” و”العيب” والحقد الاجتماعي الموروث، ورأت في داخلي الانسانة الحقيقية.




ماذا تعني لك “ميم”؟



“ميم” هي مصدر تحول حياتي بمجملها، بفضل رعايتها وحمايتها لي تمكنت من لملمة أشلاء نفسي وبدأت صفحة جديدة في حياتي بعيدا عن الحقد والكراهية والعدائية الخارجية.




“بخصوص”؟



“بخصوص” هي صوتي، وأنا أكتب فيها دائما.




“المجموعة النسوية”؟



هي انتمائي كامرأة حرة في جسدها وعقلها وتفكيرها.




كلمة لقراء “بخصوص؟



أشكرهم جميعا لاهتمامهم بمجلتنا الحبيبة ومتابعتهم لها، وأطلب منهم أن يقرؤوا كتابي ببصيرة متفتحة، وقلب كبير وعقل موضوعي بعيدا عن أمراض المجتمع الذكوري وحقده، ومن دون أحكام مسبقة.



كلمة لجميع المثليين والمثليات والترانس بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الهوموفوبيا؟



كونوا فخورين بما أنتم عليه، ولا تنظروا وراءكم، أنتم أقوياء بهويتكم، ولن يكسركم أحد اذا كنتم مقتنعين بأنفسكم.



** يقام حفل توقيع كتاب “مذكرات رندا الترانس” يوم السبت المقبل في 27 آذار عند الساعة السادسة مساء في محترف “الزاويات” – الحمرا – بيروت (الى جانب “فونتانا”).



Aphrodite likes to drive fast. Real fast. Whether behind the wheel, behind her computer, or behind a plate of a double cheeseburger, fries, and a side order of pasta salad, Aphrodite is moving 100km a minute. A journalist by training and a poet by passion, Aphrodite does not believe in suntan lotion, aspirin, or dishonesty. But she does believe in Bekhsoos. Very much.

Leave a Reply